ليالٍ باقيات / الشاعرة فائزة جوادي /تونس

ليالي باقيات

مثقلة ليالي الغياب
بأكياس الحنين حد الثمالة
الروح تترنح على أرصفة العراء
فقدا وشوقا 
ثكلى تعاقر الأيام الخوالي
 مرارة و زلالا
تنسج الذكريات وشاحا، زادا و ودادا
تجرّع القلب قوارير الوجد حد القاع
بلهفة مجنونة، رشفة رشفة إلى الفراغ
تقرع طبول الوجع فتزف الأفراح إلى الأتراح
تعوي ألما تدوي آها حتى النخاع
التيه في تجاويف الضياع
 الغرق في دائرة اللاشيء
تجديف في الريح فمعانقة الزوبعة
شهقة شهقة نحو العنق
الإختناق حد مشارفة نقطة المفترق
في إتجاه...
الموت في سفح النسيان، ذكرى
انحدار
الحياة إلى الفناء، سكرات و احتضار
الأحلام جثث تتكوم على جماحم الأفكار
تتسرب إلى ظلمات الليل
أطيافا و أشباحا 
الندم يسقي ندماء العشق جرعاته المريرة
يملأ أقداح الخواء موتا و عبثا
مشبعة جوعا ليالي الحنين
إلى روح توكلها ثرثرتها مكتملة بلا صنصرة
تتعرى من عقدها كيوم مولدها
تفتح الكتب القديمة صفحة صفحة
تكسر المرآة و أدوات الزينة
إلى قلوب تنصهر أناها
فتجد سلواها
متقنة أنسجة القدر
متينة
عنيدة
عقيمة جدران الصد
لا ينتظر من اسئلتها الرد
إما اذعان فسلام مدعى
أو عصيان فحروب شغب
متعبة مثقلة ليالي التوق
مذنبة نفوسنا في حقنا
 تعتب علينا الشوق
فلا اللوم يقتل الشوق
و لا الشوق يموت
منعا و ردعا

فائزة جوادي