غيمة / نص للكاتبة غفران سليمان / سورية

غيمة
تعلمت الكثير بالقلم والورقة، لكنني كنت جاهلة بعلوم القلوب، دخلت طواعية، كرها، بقدرتك الخارقة على الإقناع، بشعور احتلني، كل هذه الأسباب اجتمعت لتكون مدرستك عالمي الجديد، فصرت المدرس ، والدفتر، والقلم، كنت الفهم. أراجعك حرفا حرفا في عيون الليل، أرتب روحي، وشكلي وصوتي، لتعجب بي أكثر، وتكون درجاتي عالية في زوايا حياتك التي تضج بالعمل، والابداع، والنساء، لكنني كنت أظن نفسي الأولى فلا يشغلني اهتمامك بالشاطرات، ولا الجميلات، ولا حتى الذكيات، وكنت أنتظر انتهاء رحلات عملك، لأنك في الغياب حاضرا كالحضور،  أسمع ألحانك بنغمات متعددة، ويرن كلامك في كياني كالجرس. أغمض عينيّ لتملأ أفقي صورك الجميلة، و تتحرك في زوايا ذاكرتي. استيقظت منك لأجدك مجرد حلم هجرني ...وانتظرته ..وانتظرت لم يعد؛  فرميته في البحر ليستكين داخلي، سأعيد تشكيل نفسي المبعثرة، وأضمد جراحي العميقة التي تركتها  نازفة. لكنني تدربت مليا على أن أكمل طريقي إلى النهاية. لن أنفق ماتعلمته منك بالدموع، فهو شهادة لي في الحياة حصلت عليها بتوقيعك، خلاصتها أن الحب محيط عميق ننجو منه،  لكن حتما بعد أن تلاحقنا حيتانه ونستمتع بشعب مرجانه ، وسأرمي مفاتيح قلبي بعد اغلاقه على ذاكرة مليئة بك، وأفتح صدري للحياة ففيها الكثير من المتع،  والانشغال لتصير أنت الغيمة التي حلقت معها عاليا، وسقطنا غيثا إن لم يحي ميتا عاد من جديد للسماء.
غفران كوسا
سورية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نواعير الشّوق / روضة بوسليمي / تونس

عمقك وطن / الكاتبة امل الخليفة