أرقٌ.. وغرق/ الكاتب الهاشمي الزوام / تونس

"أرقٌ ...وغرق .."

[ ..هذا الغرق ..أزمة رؤيا وأزمة أمل في المستقبل ... والوقتُ الذي وُلِدَتْ فيه هذه الكلماتُ كان وقْتًا يُعْلِنُ إفلاسَ العصْرِ والانسانِ من كلِّ قِيمة ..كان وقتا – بالنسبة لي على الأقلِّ – لا يَخْضَعُ لِمِقْيَاسٍ إلاَّ لِمِقْيَاسِ الجنونِ.. لِذلك فإِنَّها مُهْدَاةٌ إلى : "كلِّ منْ يَعِيشُ مثلي بِهَاجِسؤ الجُنُونِ.."  ]
...........
فِي البَدْءِ كَانَ النَّفْطُ
صَرْعَةً وجُنُونْ
فِي البَدْءِ كَان القِنَاعُ
لُعْبَةً ... وفُنُونْ
و سَفَرٌ طَوِيــــــــلٌ
بِطُولِ السِّنِينْ
يَا أَيُّهَا المَلاَّحُ ..
انْصبْ الشِّرَاعْ
واحْذَرْ الغَرَقْ
المَرْكَبُ صَغِيرٌ تَائِهٌ
لا يَقْوَى على الصِّرَاعْ
صَغِيرٌ مِثْلِي ...
يَخْشَى الغَرَقْ  ..
أَخْشَى الغَرَقْ ..
وخَفَقَ القَلْبُ ...
خَفَقْ...
.......
غَرَقٌ ...
إِنْ مَشَيْتُ ...أَوْ وَقَفْتُ
غَرَقٌ..
إِنْ حلمْتُ ...أَوْ صَحَوْتُ
غَرَقٌ ..
إِنْ رَسَمْتُ ... أَوْ كَتَبْتُ ..
في كُلِّ حَدْبٍ ...
وَفِي كُلِّ صَوْبٍ ..
غَرَقْ...
وفِي كافَّةِ الأَمْصَارِ والأصْقَاعْ
غَرقٌ.. في الجنوبِ والشمالْ
وفِي السُّهُولِ ... وعَلى التِّلاَلْ
وأَيْنَمَا أَنْتَ تَسِيرْ..
تُلاَقِ نَفْسَ المَصِيرْ..
.......
يَا لِزَمَنِ القَحْطِ..
قَدْ خَابتْ الظُّنُونْ..
فَقَدْنَا فيه المَتَاعْ..
والطَّريقُ طَوِيلَةٌ ..
والوُجُوهُ تَشَابَهَتْ
ومَا اتَّفَقَتْ ...
إِلا في الانْتِسَابِ إلى وطنٍ
إلى بِئْرٍ ما لَهُ قَاعْ..
وطَنٌ .. !!! هو الغَرَقْ
وطَنٌ ...كُلُّ مَنْ فيه
يُبْدِي التَّنَّسُّكَ
ويُضْمِرُ الخِدَاعْ
وَطَنٌ عَلى السَّمَاعْ
مَجْمُوعَةٌ من الرِّقَاعْ
تَسِيرُ إلى الغَرَقْ..
.....
من المحيط إلى الخليجِ...
تَعَدَّدَتْ الأَلْقَابْ :
ملكٌ ...
أَميرٌ ...
عقِيدٌ..
وآخرُ.. على طبْلِه يَدُقْ
وخامِسٌ...
على الجَمَاعةِ قدْ مَرَقْ
وسَادِسٌ ...
وسَابِعٌ ...
أُحْصِي ...
فَأَغْرَقُ في الغَرَقْ
هذه سِياسَةُ الاقْطَاعْ
فَلِمَ اخْتَلَفَتْ ...
الأَسْمَاءُ .... والطِّبَاعْ
فَيَا أَيُّها الوطنُ المُهدَّدُ بِالضَّيَاعْ
إلى متى الخِدَاعْ ..؟؟؟
إلى متى الضَّيَاعْ..؟؟
هذا طَرِيقُ الغَرَقْ
هذا الغَرَقْ.. !!!
......
نَفْطٌ ...
وقَحْطٌ ...
في البَدْءِ ... وفي الخِتَامْ
وسَقَطَ الحَمَامْ ...
سَقَطْ ..
فِي مُدُنٍ غَشَّاهَا الظلامْ
الصَّيْدُ ...عِشْقٌ في وطَني
لُعْبَةٌ ..
يُتْقِنُها الصَّبِيُّ ...مع الإِمَامْ
سَقَطَ الحَمَامُ .. على القِلاعْ
تَعِبَ من الصِّرَاعْ
سَقَطَ من الضَّيَاعْ
.... ومن الخِدَاعْ
وجَرَفَهُ السَّيْلُ ...
...إلى الغَرَقْ
سَقَطَ القِنَاعْ ...
والجَرَسُ يَدُقْ
يُنْذِرُ بِالغَرَقْ
فَأَفِقْ يَا وطَنِي أَفِقْ
يَا أَيُّهَا المَسْبِيُّ أَفِقْ
.......
هَلْ يَغْرَقُ الغَرَقْ؟؟
هَلْ يَنْجَلِي الأُفُقْ؟؟
هَلْ تَفِيقُ .. يَا وَطَنِي ...
إذَا النَّفْطُ احْتَرَقْ ؟؟
هلْ ...  وهلْ ... !!  ؟؟
مَا هذَا الأَرَقْ؟؟
مَا هَذَا الغَرَقْ؟؟
                 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نواعير الشّوق / روضة بوسليمي / تونس

عمقك وطن / الكاتبة امل الخليفة