مشهد من رواية( لعبة القدر) / للكاتبة امل ماغاكيان / سورية
مشهد من روايتي لعبة القدر الجزء السادس
بتر
فتحت رجاء باب خزانتها المنسي ، ذلك القسم الذي تضع فيه
الألبسة الرسمية ، اِذ تهوى الملابس البسيطة . كان عليها اِنتقاء فستان يليق بها لحضور حفل زفاف تمت دعوتها وعائلتها اِليه . وبينما هي تنتقي مايلزم ، سقط بين يديها كيس صغير مغلف يلتف حوله شريط زهري ، اِرتعشت يدها.
بينما همت لتمسك به لأنها تعلم مايحويه . والذي كانت خصلات شعر ابنتها تقبع به .كونها اضطرت لقصها ، بعد أن
علقت به قطعة لبان عنيدة . كان عمر ابنتها حينذاك ست
سنوات .
في هذه اللحظة ، غاصت ذاكرتها بفترة مرت بها موغلة بالألم.
فمنذ زمن بعيد ، أمسكها والدها من يدها وساقها صوب حلاق
مختص للرجال .ظنت بادىء الأمر أنه يريد أخذها للتنزه ،
كانت سعيدة جدا في طريق الذهاب ، تقفز كالظبية الصغيرة
من الفرح ، وشعرها الأشقر ، الجميل ، والأملس يترنح وراء
ظهرها الصغير معقود من أعلاه بشريط زهري ، كذيل مهر.....
عندما وصلا ، دهشت رجاء ، سألت والدها المكتئب : ماذا
نفعل هنا يا أبي ؟ لم يستطع الاِجابة . قال الحلاق : تعالي يا
صغيرتي اِجلسِي هنا ، كان يشير بيده نحو المقعد . فك الشريط الزهري ، وهي تنظر باستغراب . تناول المقص وقطع
شعرها بتره ولم يبقِ منه سوى النذر اليسير . في ذلك الوقت
ورغم نعومة أظافرها شعرت أنها بيد جزار لا رحمة فيه.
لكن الخلاق ووالدها لم يعلما ، أن الذي أخذ منها هو شيء ما
بداخلها ، وليس شعرها فقط . ولم تكن لتدري ما سبب بقاء
شعرها الجميل لدى الرجل . ولم قبض والدها المال .........
هل كان حظها التعيس ؟ أم للفقر كلام اَخر ، وقد كان هو
السبب ؟ عادت رجاء مع والدها ، لكنها لم تعد . اِنكسر شيء ما بداخلها ، ولم تستطع السنون الطويلة محو أثره .
وما زال البتر مستمرا .....
ومن ألاعيب القدر مع رجاء ، أنها كانت في ذلك الوقت تبلغ
من العمر ست سنوات.
أمل ماغاكيان
بتر
فتحت رجاء باب خزانتها المنسي ، ذلك القسم الذي تضع فيه
الألبسة الرسمية ، اِذ تهوى الملابس البسيطة . كان عليها اِنتقاء فستان يليق بها لحضور حفل زفاف تمت دعوتها وعائلتها اِليه . وبينما هي تنتقي مايلزم ، سقط بين يديها كيس صغير مغلف يلتف حوله شريط زهري ، اِرتعشت يدها.
بينما همت لتمسك به لأنها تعلم مايحويه . والذي كانت خصلات شعر ابنتها تقبع به .كونها اضطرت لقصها ، بعد أن
علقت به قطعة لبان عنيدة . كان عمر ابنتها حينذاك ست
سنوات .
في هذه اللحظة ، غاصت ذاكرتها بفترة مرت بها موغلة بالألم.
فمنذ زمن بعيد ، أمسكها والدها من يدها وساقها صوب حلاق
مختص للرجال .ظنت بادىء الأمر أنه يريد أخذها للتنزه ،
كانت سعيدة جدا في طريق الذهاب ، تقفز كالظبية الصغيرة
من الفرح ، وشعرها الأشقر ، الجميل ، والأملس يترنح وراء
ظهرها الصغير معقود من أعلاه بشريط زهري ، كذيل مهر.....
عندما وصلا ، دهشت رجاء ، سألت والدها المكتئب : ماذا
نفعل هنا يا أبي ؟ لم يستطع الاِجابة . قال الحلاق : تعالي يا
صغيرتي اِجلسِي هنا ، كان يشير بيده نحو المقعد . فك الشريط الزهري ، وهي تنظر باستغراب . تناول المقص وقطع
شعرها بتره ولم يبقِ منه سوى النذر اليسير . في ذلك الوقت
ورغم نعومة أظافرها شعرت أنها بيد جزار لا رحمة فيه.
لكن الخلاق ووالدها لم يعلما ، أن الذي أخذ منها هو شيء ما
بداخلها ، وليس شعرها فقط . ولم تكن لتدري ما سبب بقاء
شعرها الجميل لدى الرجل . ولم قبض والدها المال .........
هل كان حظها التعيس ؟ أم للفقر كلام اَخر ، وقد كان هو
السبب ؟ عادت رجاء مع والدها ، لكنها لم تعد . اِنكسر شيء ما بداخلها ، ولم تستطع السنون الطويلة محو أثره .
وما زال البتر مستمرا .....
ومن ألاعيب القدر مع رجاء ، أنها كانت في ذلك الوقت تبلغ
من العمر ست سنوات.
أمل ماغاكيان
تعليقات
إرسال تعليق