ثلوج / الكاتبة غفران سليمان / سورية

ثلوج
يتساقط الثلج على الحياة
وعلى الارض اليباب
رافقنا على دروب المدارس
 راقبنا أثار المارين
هنا قطة كبيرة ووراءها الصغيرة
هنا دجاجة... تضحكني الدجاجة بحضوره
تبدو عمياء او يخالجها السّكر
هنا مرّ الجد أبو علي
وهنا عكاز جدتي
وهنا على جذع التوتة نظيف
أعب منه حتى امتلاء معدتي
 الثلج جسد طري

 قلَّت زياراتك ايها الثلج الوفي
هل كنت تغار على الجميلات
حين بكتبن  عليك اسماء الشباب
يرسمن لك صورهم
 فنلتهب وجوههم شوقا فتذوب

تخرج الدماء  خجلا من بياضك
تنفجر براكين الحنين بالسمار
والنقاء
كنار التنور الذي تشعله الجاره
يشتعل اللقاء
جدا بحضورك تكبر الفرحة
وينتشي الضياء
لم نخف من صقيعك
ولا من شياطين صباحاتك
كما كان الكبار يخبروننا كي لا نسرع
لاستقبالك
نقص الحكايا خوفا من
 دعسات الذئاب السريعة
تعبر  ليلا مستغلة حضورك
هذه السنة عندما جئت
ما رسمت الصبايا صورهم
وما غرت من  أحضانهم
أخذتهم ساحات القتال
ولا انغرزت في قلبك عكاز...
احرقتها نيران الحرب
ولا عرفت حذاء من هذا،
سكنهم الحزن فما كان لدعساتهم أثر
ولا ركضنا وراء بعضنا  نتقاذفك
انخرطنا جميعنا في العداء
الصباح أحصى لك الأموات
وافتقدت أرواحهم  روحك
عدت بكسل وما
 عادت وجوههم معك
دماؤهم  سالت لونت جليدك
لن يظهر المرج تحتك
فقد انسكب عليك الملح
والماء الساخن من أجسادهم
فاختنق العشب على قبرك
خذني لأولد من جديد
معك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غريبة / الكاتبة مريم محمد المهدي /المغرب

ماذا لو / الكاتبة امل الخليفة