أسئلة كثيرة /الكاتب جمال أبو ريا

في صباح ماطر لا أذكر منه شيئا كثيرا، كنت اجلس وحدي قرب النّافذة. كان المطر أكثر من الكلمات، والحنين مثل عاصفة يخلع قلبي من جذوره. كلّ شيء كان يشبهني. قطرات المطر حزينة مثلي. والريح الغاضبة التي كانت تكسّر الأغصان. كان غضبها يشبه غضبا نشب بين ذاكرة الحنين فيّ وحروف اسمك. حينها قررت أن أكتب، لأجل تلك الحروف التي منحتني الحزن المجانيّ الكبير الذي يكفي لترجمة تعاستي وغربتي في غرفتي، وقرب نافذتي وفي داخلي.

إنّه أولّ أيّام الحنين. يوم ماطر، وصوت كاظم الساهر وهو يغني حوارا مع النفس. البرد ينهش جسدي وأنا أهذي وأقول: "مالي عشقت السير في طرق الظنون، فإذا جنوني صار بعض تعقلي، وإذا بأفكاري يغلقها الجنون، أنا، أنا، أنا من أكون؟"

أقف هنا وأسأل نفسي: أنا، من أكون لها؟ يا إلهي! ليس لديّ جواب على سؤالي. غصّة في القلب، توجعني وأوجعها. أسئلة كثيرة ولا إجابات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غريبة / الكاتبة مريم محمد المهدي /المغرب

ماذا لو / الكاتبة امل الخليفة