روزنامة.. / الكاتبة صابرين الحسني

*روزنامة*

أنه مساءٌ ليس تقليديا ولا اعتياديا ...

أريدُ أن أحبَّك فيه بطريقةِ طفلةً تستجمعُ قطراتِ الأنثى السمراء .
فقد قلتَ لي في المساءِ:  سأكونُ معكِ بتواترٍ وإن عينيّ السرياليتان تساويان كلَّ اللوحاتِ  . 
ولستُ أدري ...عن حالِ الغدِ؛ ولكن دع هذهِ العذراء تُنهكَ عن هذا التكلس الذي لا يناسبُك.

فقط دعني..
أغيرُ هندسة الحب من حولك ..
شجرا،  وأرضا، وكلَّ مراكبِ ذلك الأزرقِ إلى عالمٍ تتحضرُ فيه البداوةَ والعصافير قادرة فيه على الولادةِ .

حتى تخضعُ أمامَ سنارتي كسمكةٍ ترتعشُ فأمدكَ بالهواءِ لكي تحيا لا تسأل كيف؟!

فقط..دعني !!
أدخلُ في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرفهُ، ونخلُ بقوانينِ الطبيعةِ  .
لا أعاني انفصاما ولا تخلخلا بين الصحراءِ والمدينةِ.
ولا تصدر حكما ..لربما لا يشرقُ يومي بكَ غدا
ولا أنتزعُ من كبدِ الحياةِ فرصةٌ أخرى
لأتغذى.
فالنجمُ يحتاجُ آلاف السنواتِ للولادةِ.
  وكم تحتاج بذرة النخيل لتصبح تمرا ؟
وكم صمدتْ البشريةُ للوصولِ للمعجزةِ الخالدة ؟!!

فلمَ أضيعُ هذا المساء ؟!...
لستُ أتذمرُ من هذا الحبِ الذي لا يأتي إلا بظاهرةٍ كلّ قرون .
لا أناقشُ متى ستأتي أو أي حوار تقول؛ ولكن...

دعني...
أسجلُ على كتفيك نقشي السومري، أعبثُ بعقلك ببربرية
أغيرُ التقاويم،أعد تسمية الشهور، أضبطُ دقات الساعات على إيقاعِ نبضاتكَ،
حتى تنصهرَ قصائد العشقِ، ويستعيدُ قيس عقله.

  وأن كنتُ من العالمِ الثالثِ أصبتُ بلعنةِ عشقكَ فلستُ مؤهلةً بعد لرجلٍ آخر..

دعني...
أقل شعرا لم يقله بابلو نيرودا حتى تتصدعَ أفواهُ الشعراء .

دعني ...
أتركُ عقلي ورائي وأنتزعُ قلبي بين يديك وأحنطُ تلك اللحظة في تابوتٍ برجماتي ولا نصحو أبدا .

دعني ...
أغزلُ الليلة من دفئِك معطفا أتدثرُ بصبرٍ لظاهرةٍ لا أعرفُ كم روزنامةٌ ستأخذ ..؟!

# صابرين الحسني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غريبة / الكاتبة مريم محمد المهدي /المغرب

ماذا لو / الكاتبة امل الخليفة