فاشيّة ( مذكراتي) / الكاتبة صابرين الحسني
*فاشيّة .....*
مذكراتي..
لم يبقَ منكِ إلا وريقاتٌ أموضعها فيكِ أنتِ يامن تقرأين سطوري... بعد نفاد صلاحيتي في الحياةِ، إن كنتِ الآن تتلين الصلواتِ في مهجعكِ، فهذا لا يمحو ذنبُّكِ بماءِ الغفرانِ المقدسِ.
فما أنتِ إلا قاتلةٌ بفاشيةٍ أوقفتِ عقلي بتساؤلاتكِ، كِيفَ لكِ الحقّ بأنّ تضعي عقلِي على كرسي مُدولب؟
كيف سقطَ أمامك "زرادشت" ؟!
أنتِ... نعم، لاتذرفي دموع التماسيح بطعمِ السلسبيل ....
علمتُكِ كيفية التأملِ، التخاطبِ عن بعدٍ، الأحلام التي تتحققُ، النبوءات التي تُصدقُ، قراءة الأفكارِ ، الوقوع في الحبِّ، الروح، الحياة الأخُرى، الملائِكة، الشَياطِين.
حقاً، إن إرادةَ الفرد تبحثُ عن الكمالِ!
ولازلتِ تَبّحثِين عبثا ..
كنتُ أحنُو عليكِ لبراليا لتُغزيني بإمبرالية يالكِ من قاتلةٍ!
عشقتُ شبقك للاطلاع أراكِ ملائِكيّة، وتضمرين هَيكلِية ماسُونية.
أتذكرُ حين أحضرتُكِ للمنزلِ أول مرة...
كنتِ.. جميلةً، بريئةً وحينها هرعتُ مهرولا وأحضرتُ لكِ مجموعةَ أقلام ملونةٍ.
فسألتني: ما فائدة اللون الأبيض؟ !
أجبتُكِ : النقاء؛ ضحكتِ بخبث ليس له مكان في دروسي؛ لأني لا أستطيع الكتابة به!!
فعلمتُِ لحظتَها كم كنتُ ساذجا؟!
لأنكِ أدهى مما أعتقدتُ .
رسمتُك. "هيجل" بطبيعةٍ خالية من الأبيضِ وعصفتْ بي ماركسيتكِ ...
أمطرتُكِ أفكاري الناسوتية جذبني لاهوتكِ الفتّاك، من أنتِ ؟
مع انحدارِ خط الزمن تصعدين .
أيتُّها الفاشيّة على العقلِ..
من أي عالم تنتمين إلى نازية "هتلر" لستُ يهوديا لتقتليني!
فقد عصفتِ بثورة عقلي البلشفية إلى جمود في الحياة، فأي استعمار هذا!
لا تتصنعي الوحدة فقد استوليتِ على الوطنِ .
أحيانا إذاما فارقَ المرءُ الشعورِ يبقى طيفا في أولِ مكانٍ شعرَ فيه بخلجاتِ الحياةِ .
ولكني.. أعجزُ عن معرفةِ سبب وجودِ اللونِ الأبيضِ الذي لايكتبُ على الورقِ حيثُ يبقى والكلُ (الألوان) يُستهلك!!!
تمت...
# صابرين الحسني
تعليقات
إرسال تعليق