نبعة الريحان / الكاتب عبد الوهاب محمد الجبوري

نبعة الريحان

مذ كان الوقتُ طفلا
رسمتك خارطة للأنواء
كنتُ ارقبُ النبوءاتِ التي
تنثال من ضفائركِ الصهباء
وكان دمي يُبدعُ أحلاماً
ينزف وردة وردة
ينضحُ باسمكِ
تواشيحَ من نبعة الريحان
يرتوي من نبع الطهارةِ في قلبك الولهان
ويوم فراقك صبَّ اللهيب عليَّ لفحاً
وأوغل يستل مواجعَ الأحزان
يا أخت الفراتين
من أيّ الأغاني جاء هذا الصفاء؟
قد ذاب الفجرُ في سناكِ
فماجَت كلُّ النجوم أنتشاء
كيف أنداحَ في مزماري
هديلاً يصدحُ في أسفاري
ومذ كان البنفسج ،
(يضحك إن ضحكنا
ويبكي ان بكينا)
توجّتُ الصمتَ المسافرَ
في عينيك
رذاذَ أحلامٍ يطلُّ عبيرها
في ياسمينِ مقلتيكِ
حين تطل النجمة الخضراء، تبسمين
وحين يموج القمر الوردي ،
ترفلين ، وتهمسين
بأننا طفلان تائهان في الدروب
(نهيم في ضياعنا ونسأل المغيب)
متى تستكين الرياح في الشجر ؟
(متى تعيد للسنابل الظماء
دافق المطر ؟)
ويصمت المغيب
يدلهمُّ في سكونه الرهيب
في قلبي  الصِبا يزغرد
يريدُ  أن يشدو  لأميرةٍ
قد أصطفاها منذ ألف عام أمير
سلامٌ لمن على درب الورود  تسير
لعينيها سيغسلُ بالقريض
شعر اللهيب
زاهدٌ  يريد أن يزور وجهها
يريد أن  يهدي رسمها للشمس
كي لا تغيب

عبدالوهاب الجبوري
2018/6/5

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نواعير الشّوق / روضة بوسليمي / تونس

عمقك وطن / الكاتبة امل الخليفة