فستاني الأحمر... قصة قصيرة / الكاتبة ناهد الغزالي / تونس 🇹🇳
فستاني الأحمر
قصة قصيرة
بقلم ناهد الغزالي
-------
أحداث النص واقعية، حدثت في العاصمة اللبنانية؛ بيروت.
حيث التقيت ببطلة القصة في أحد المطاعم الراقية و حدثتني عن قصتها.
------
تقديم:
دخلت لارا إلى المطعم وآثار الحزن بادية على وجهها، تكاد تسقط على الأرضية.
جالت ببصرها هنا وهناك لكنها لم تجد طاولة خالية، ترددتُ قليلا ثم ناديتها بإشارة من يدي، فالمطر يهطل بغزارة والسيدة تبدو في حالة سيئة لا تسمح لها بالانصراف وحيدة.
تقدمت نحوي بخطوات متثاقلة، أمسكتها من ذراعها وساعدتها على الجلوس.
"أنت مَنِّك لِبنانية صح؟ لهجتك مختلفة عنّا"
- نعم يا سيدتي أنا تونسية.
تبادلنا الحديث قليلا وسرعان ما بدأت تسرد عليّ قصتها، والدمع يتلألأ في عينيها، ومنذ تلك اللحظة ونحن أصدقاء حتى بعد عودتي إلى بلدي.
أشكر لارا على الثقة التي منحتها لي...
------
عدتُ من العمل متعبة جدا، وجدت زوجي في غرفة الاستقبال، يشاهد فيديو كليب رومنسي، رسمت قبلة على خده كعادتي، مرتمية على الكنبة فالشهور الأخيرة من الحمل متعبة.
اقترحت عليه أن أسمي المولود " رامي" لكنه رفض، وأصر أن يكون اسمه "سمير" على اسم والده المتوفي.
لم أنبس ببنت شفة، فاقترب مني واحتضنني.
-حبيبتي، الاسم غير مهم، يكفيني أنك والدته.
تذكرت أن زميلتي في العمل دعتني لحضور حفل عيد ميلادها، لكنني لا أريد الذهاب، أشتهي النوم لساعات طويلة.
أقنعني زوجي بالذهاب حتى أرفه عن نفسي والخروج من الروتين قليلا، واقترح أن يوصلني هو على متن سيارته وعندما ينتهي الحفل يأتي لاصطحابي إلى البيت.
كان حفلا راقيا جدا، رقص الجميع و تبادلنا المُلح....
في منتصف السهرة ، أحسست بدوار، وآلام في الظهر، كنت سأتصل بزوجي لكن صديقتي منعتني.
- لا تتصلي يا لارا، سيخاف عليك ويسرع بالسيارة، من يدري ربما يصيبه مكروه، سأوصلك أنا أختي وسأترك زوجي " بيار" مع الحضور.
بعد نصف ساعة تقريبا وصلنا، طلبت مني صديقتي أن تصطحبني للبيت، لكني طمأنتها بأنني بخير.
الأضواء خافتة، تكاد تكون منعدمة وموسيقى منبعثة من النوافذ.
أخرجت مفتاح الباب الرئيسي بهدوء حتى لا أزعج زوجي فمن المؤكد أنه نام من شدة التعب دون أن يغلق التلفاز.
تقدمت بهدوء، سمعت قهقهات من غرفة نومي، تسارعت دقات قلبي، ولم أعد قادرة على الوقوف،
"ياللهول مالذي يجري؟ ربما خُيّل لي..."
فتحت باب الغرفة لأموت وأنا على قيد الحياة،
زوجي يرقص مع أنثى أخرى...! ترتدي فستانا شبيها بفستاني الأحمر....! بل فستاني، الذي أضفت له بعض اللمسات عند الخياطة.صحت من فرط الصدمة، وما إن التفتت عشيقة زوجي لأصعق أكثر وأكثر...!
تسمر الخائن في مكانه أما أختي التوأم كلارا أتت لتبرر لي فعلتها الشنيعة، حتى أغمي عليّ.
-----
كنت دائما أتمنى أن تكون لي أختا، وكم كرهت أمنيتي تلك بعد خيانة كلارا لتوأمها لارا.
ناهد الغزالي
تعليقات
إرسال تعليق