انهيار ثلجي / الكاتبة فائزة جوادي /تونس 🇹🇳
انهيار ثلجي...
على مر تلك الليالي الملتحفة بالثلج، الموشحة بزغاريد الرياح العارية، المنزوية في ركن القفار، ترهف السمع لصوت يزحف على الجليد و يتفحص طريق الدفء...
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺤﻠﻖ مع قلبي حول موقد الشوق، تزيد من سعيره تنهيدات و زفرات الفؤاد المعنى، تزوده الذكرى بأغصان تيبست من الهاجرة فيشتعل ناره حسرة و تندما...
كنت ﺃروي له ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﻠﻤس أﻧﺎﻣﻠﻚ، ﺃﺻﻒ ﻟﻪ ﻧﻔﺎﺫ ﺳﺤﺮ ﻋﻴﻨﻴﻚ إلى قاع الروح، ﺃﻣﺸﻂ ﺷﻌﺮ الوجد ﺃطلق معاقله ﻷﻣﺮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻚ، ﻛﻨﺖ ﺃﻟﻤﻊ ﺃﺳﻨﺎن الشمس ﻟﺘﺮﻭﻕ ﻟﻚ ﺍﺑﺘﺴﺎمتها، أنعم راحة العناق و أحضان اللقاء و ألقن رموش النسيم على الإنحناء في حضرة النور...
حين كنا نعيد بروفات المشهد، نمرن الصوت على الفوكاليز، نمحي كل نتوآت النشاز سقط جبل الجليد الفاره على مجلسنا، كسر كبرياء النار،أرداها حمم رماد تجرف بقايا الأماني و تسحق أعمدة البنيان...
لا يمكننا أن نضرب ﻷﺳﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻮﻕ ﻣﻮﻋﺪﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ على أنقاض ما تهدم ﻟﻨﻌﻴﺪ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ...
ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺷﺖ ﺑﻤﺎ كنا نﺿﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻭﺩ، ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﻋﻦ ﺧﻄﻄﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﻨﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻨﺒﺾ، ننظم حبات الرمان عقدا يتزين به جيد القصيد و نصوم عن البوح فتصدح لغة الصمت في محراب العيون...
فعندما علمت بذلك غيرت خارطة الطريق، اتجهت نحو الغروب فتوارت ضلال الوعود و لم يبقى غير شهب...
فـائـزة جـوادي
-----
تعليقات
إرسال تعليق