حفنة وطن / الكاتبة ناهد الغزالي/ تونس
حفنة وطن...!
لست لاجئة،
أنا فقط غريبة عن نفس الريح
التي كان بيتنا يصدها،
فشرعت لها الخيام أبوابها!
أصبحت الشمس تخجل من وجنتي،
فتختفي في نوبة غيم كثيفة!
غيم يمر من قلوب الأمهات مساء،
ليحجب بيوتنا البعيدة،
تضمني خيمة،
تعريني خيبة!
اليوم يصل، بائع الذل،
لا حاجة لي
بقبضة غربة، بجرعة حسرة و بثورة دمعة!
اليوم أصير رقما وأنا الذي ظننت نفسي قصيدة!
سيجوب رقمي المدينة،
وتتعالى المصادح وتلتهب أضواء الكاميرا!
حتى المذياع يجلدني كل يوم يرسل لي أخبارخراب داليتنا، وعقوق الحمام لها!
هاجر حيث السواقي، صامتة
والحقول في شغف الجدب،
لم يكن هديلا،
أمنيات طفلة حرب تسربت من قلب خيمة!
لا آباء هنا، فقط دموع
تسحب مني بطاقة الطفولة،
وتسجلني رسميا في دفتر الحزانى!
اليوم أطلق أقلامي،
وأدخل مدرسة الغربة من أوسع مرارتها!
نفس الفطائر يا أمي
لكنك لم تضعي حفنة وطن،
لم تعجنيها بضحكات إخوتي،
فقط بالغت في وضع خمير
الصبر!
تعليقات
إرسال تعليق